مقدمة صغيرة متواضعه وأعلم أني لست مؤهلا حتى أُقدم لقصائد شاعر عظيم
و كبير مثل عمر ابو ريشة
ولكن من أحب بصدق و كان حبه حقيقة و قوي لابد أن يشعر و يتذوق تلك الكلمات
إلى من أحببتها ذات يوم و كانت كل حياتي و عمري و الماضي و الحاضر و المشتقبل
إلى من كنتُ أحلم بها و أتعذب منها و لها
إلى من أنستني و محت من ذاكرتي كل أشكال وألوان النساء
إلى من كان حبها أول حب و أخر حب فمعها ما كأني قد عرفت الحب من قبل
معها ما كأني جربت و عرفت النساء فهي كل النساء و أجمل النساء
إلى من كان يحب رجلا كان أو إمرأة تلك الكلمات
لو كان من يحب قد أحب بصدق و بقوة حتما
من يقرأها سوف يبكي على فراق حبيبه
فالنراجع أنفسنا قبل أن نكتب بأيدينا مثل هذه القصيدة
عند الوداع
حبيبتي يا منية الروح ورجاها سأقول لك كلمات معانيها حزينة
فعذرا و أذكرك بوعد قد كنت قطعته لي يوما أن لا أرى عيونك حزينة
حبيبتي إن أغمض المنون يوما عيوني ودوت أصداء موتي في المدينة
و سعمتي في كل دار دخلتها دوي الصدى و رنينه
فلا تصرخي يا ويلتاه كي لا يعي سامعوك ما تخفينه
و إن أتيت و أبصرت وجهي و قد محا القدر شكله و زينه
و رأيت الصحب ماكثين حولي يبكون الحبيب الذي تعرفينه
فلا تلبسي السواد علي حزنا و لا تذرفي الدموع السخينه
و غالبي الحزن و إجلسي عند قبري بسكون فإني أهوى السكينه
فإن للصمت في المآسي معنى تتعزى به النفوس الحزينة
و حتى لو قال الحاسدون عنك بخيلة فخير من قولهم مسكينة
توارى النور عن مقلتيه وغابت من شفتيه الكلمات المبينه
ثم إسمعي هل تسمعين خفقا كنت من قبل في صدره تسمعينه
ساكتا ليس يقول ولا يسمع ولا يبصر من حوله ممن يحبه ومن يخونه
و إذا ما رأيت الجمع قد إنفضوا و رأيت الصحب و القوم يتركونه
فتعالي .. وبكل الشوق قبلي شفتيه و يديه و إمسحي على شعره و جبينه
ولا تخافي أن تراك عين الرقيب و إن كان هذا جل ماكنت تخافينه
و أمني عليه فلا تدعينه قبل أن يطل الفجر بخطاه الحزينه
و ألقي عليه ما لديك من وجد كوجد الغريق عندما يلقى السفينه
و بنظرة يعرف الكون ومن فيه منها أنه ما فارق إلا فتاة أمينة
و إذا ما وقفت مع الذكريات و ذكرت لهوه وسكونه
و حيث أقسمت أن تدومي على العهد و الوعد و أقسم هو أن لن يخونه
و قد عملته نظم الشعر فأمسى يتغنى به كي تسمعينه
فاذكريه مع كل قطرة ندى و مع كل زهر من الروض تقطفينه
وقد علمته عيناك الفتون فأضحى يحسب أن كل الدنيا بك مفتونه
وقد جعلتي يمينك وسادته حتى نسي هو شماله من يمينه
و حيث كان يرويك من هواه و كنت من هواك ..... تسقينه
و قد حاك لك من زهر الربيع ثوبا فكان لديه أجمل ما ترتدينه
عندها قولي للطير و الزهر قد مات حبي فلما ياطير ويا زهر لا تبكينه
و لو جلست في الليل وحدك مع النوى و فاضت بك الشجون الدفينه
ورأيت الغيوم تركض في كل حدب وصوب كأنها طير مجنونه
و رأيت من النجوم صدا و نفورا و في النسيم العليل خشونه
و غضبت على باقي الليالي و حننتي إلى الليالي الخوالي الثمينه
عندها أهجري مهدك الوثير و زوري القبر و حيي قطينه
و أنثري الورد من حوله و عليه و أغرسي عند قلبه ياسمينه
عندها عودي إلى مهدك الجميل و أحلمي به إن كنت لم تنسينه
و تذكري من أحبك يوما وقولي مات من كان يراني اجمل فتاة بالمدينة
للشاعر الكبير عمر أبو ريشة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق